2014/05/28

Hulu: التحول من التلفاز إلى الإنترنت

يقال أن الصورة الجيدة يمكن أن تختزل تعابير تعادل ١٠٠٠ كلمة، فماذا يقال عن الفيديو الجيد الذي يختزل تعابير ١٠٠٠ صورة؟ من الطبيعي أن يساهم عالم تعددية الوسائط في حل معضلة فضول الإنسان في استيعاب كَمٍّ هائل من المعلومات المتاحة أمامه خلال رحلة عبورها المتواصل عبر خوادم الإنترنت. وإذا كان التلفاز، ذلك الصندوق العجيب الذي أدى اختراعه في أواسط القرن الماضي إلى تغيير جذري في كيفية إعداد المعلومات والمحتويات والبث والتلقي، القائم على تقنية نقل الصوت والصورة عبر الأثير بواسطة الموجات الكهرومغنطيسية، فقد ساهم بنفس الوقت في إغناء كمية ونوعية المعلومات المنقولة بين مرسل نشيط ومتلقٍ خامل.


التكنولوجيات الرقمية الحديثة حاولت التأقلم بتواضع مع عالم التلفاز المهيمن، فظهرت تقنيات نقل البرامج الإذاعية والتلفزيونية عبر الكابلات، تلاها ظهور وإنتشار الفضائيات وتحولها للبث الرقمي الذي وعد برفع مستوى نوعية الصوت والصورة. على الجانب الآخر، أدى التطور الهائل في تكنولوجيا الحواسيب والاتصالات إلى  إتاحة وسائل فاعلة لإعداد المحتويات المتعددة الوسائط ونشرها بدقة عالية وبكثافة على المستوى الشعبي، ولم يعد إنجاز مقاطع الفيديو ونشرها حكراً على دائرة مهنية ضيقة بل تعداه ليصبح في متناول الجميع، وهكذا إستيقظ العالم على تحول ثقافي من عالم التلفاز الرتيب أحادي الاتجاه إلى عالم الإنترنت التفاعلي والديناميكي، كان لمواقع التواصل الاجتماعي فضلاً كبيراً فيه، خاصة موقع اليوتيوب المتخصص في الفيديو، منذ إنطلاقته عام ٢٠٠٥. بهذا الشكل تحول المستخدم من مشاهد ومصغي سلبي مع هامش بسيط لحرية اختيار ما يناسبه مما يتوفر، إلى مشارك فاعل. بالتأكي هذه التطورات التكنولوجية في السنوات الأخيرة ساهمت في وجود كم هائل من منتجات التلفزيون في الأسواق بأسعار ومزايا مختلفة، للأسف الصناعة العربية غائبة عن هذا المجال بشكل حيوي، فيكفي زيارة موقع متخصص للإعلانات المبوبة حيث تتواجد الأدوات المستعملة من أجهزة تلفاز وغيرها لنرى أن أغلب المنتجات هي صناعة أجنبية.


 في خضم هذه التحولات، غدت الظروف ناضجة لاختطاف محتويات التلفاز لصالح المنصات المتخصصة في الفيديو على الشبكة العنكبوتية لإحالتها إلى جمهور الإنترنت العريض، فنجد اليوم خدمات فيديو قيد الطلب عبر الإنترنت، أهمها HULU، وهي خدمة تقدم أفلاماً وعروضاً تلفزيونية بشكل مباشر، خاصة شبكتي التلفزيون الأمريكيتين NBC و Fox وشبكات أخرى عبر الكابل، يقتصر نشاطها مبدئياً على توفير محتويات بتنسيق "فلاش" داخل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، بدرجة وضوحية تفوق تلك المقدمة من قبل اليوتيوب، لكنها تبقى أقل من تلك المتوفرة عل أجهزة التلفاز التقليدية، علماً أن الفيديوهات المنتشرة عبر خدمة هيولو  قابلة للمشاهدة عبر شبكات أخرى مثل "أي أو إل، إم إس إن، ماي سبايس، ياهوو". فهل حان الوقت لإحالة التلفاز على المعاش؟ سؤالٌ تحاول مؤتمرات تعقد هنا وهناك إعطاء إجابات مطمئنة عليه موجهة لعالم الصناعة التلفزيونية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة